للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واكتب إليه. قال: لا والله ما أقدر على ذلك. فهيأ عبد الله بن صفوان قوما كانوا معدين مع ابن الزبير من أهل السراة (١) وغيرهم. فعقد لهم لواء.

وخرج عبد الله بن صفوان من أسفل مكة من الليط (٢) فلم يشعر أنيس بن عمرو الأسلمي (٣) وهو على عسكر عمرو بن الزبير. إلا بالقوم. فصاح بأصحابه وهم قريب على عدة فتصافوا فقتل أنيس بن عمرو في المعرك. ووجه عبد الله بن الزبير مصعب بن عبد الرحمن بن عوف (٤) في جمع إلى عمرو بن الزبير. فلقوه فتفرق أصحابه عنه وانهزم عسكره من ذي طوى. وجاء عبيدة ابن الزبير (٥) إلى عمرو بن الزبير فقال: أنا أجيرك من عبد الله. فجاء به إلى عبد الله أسيرا والدم يقطر على قدميه. فقال: ما هذا الدم. فقال:

لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا … ولكن على أقدامنا يقطر الدم (٦)

فقال: تكلم. أي عدو الله. المستحل لحرمة الله. فقال عبيدة: إني قد أجرته فلا تخفر جواري. فقال: أنا أجير جوارك لهذا الظالم الذي فعل ما فعل؟! فأما حق الناس فإني أقتص لهم منه. فضربه بكل سوط ضرب به


(١) السراة: جبال الطائف وما اتصل بها إلى اليمن (معجم البلدان: ٣/ ٢٠٤).
(٢) الليط- بكسر اللام وسكون المثناة- هو السهل الذي ينتهي إليه سيل وادي طوى. وهو الذي يهبط إليه من خرج من الشبيكة على ريع الحفائر. ويمتد حتى يلتقي مع وادي إبراهيم في المسفلة (معجم المعالم الجغرافية في السيرة:
ص ٢٧٤).
(٣) انظر خبره في (تاريخ الطبري: ٥/ ٣٤٤ - ٣٤٧).
(٤) مصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهري كان على شرطة المدينة وقضائها أيام إمارة مروان الثانية لمعاوية بن أبي سفيان. ثم تحول إلى مكة مع ابن الزبير. وبقي معه إلى أن توفي سنة ٦٤ هـ (الطبقات الكبرى: ٥/ ١٥٧).
(٥) انظر ترجمته في الطبقات الكبرى: ٥/ ١٨٦.
(٦) انظر تاريخ الطبري: ٥/ ٣٤٦ وروايته عنده:، ولكن على أقدامنا تقطر الدما، وهو من شعر الحصين بن الحمام المري وهو في ديوان الحماسة: ١/ ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>