للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جميعا في أصحاب مصعب. فانصرف المختار منهزما فأغذ السير حتى أتى الكوفة. فدخل القصر ورجع أصحاب المختار حين أصبحوا حتى وقفوا موقفهم فلم يروا المختار. وقالوا: قد قتل. فهرب منهم من أطاق الهرب.

واختفى الباقون. وتوجه منهم ثمانية آلاف إلى الكوفة. فوجدوا المختار في القصر فدخلوا معه (١).

وأقبل مصعب حتى خندق على سدة القصر والمسجد. وحصرهم أشد الحصار. فخرج المختار يوما على بغلة شهباء. فقاتلهم في الزياتين (٢).

فقتلوه. وطلب أهل القصر الأمان من مصعب فآمنهم. وفيهم سبع مائة من العرب وسائرهم من الموالي والعجم. فأراد قتل هؤلاء. وترك العرب فقيل له: ما هذا بدين. ذنبهم واحد. تقتل العجم وتترك العرب. فقدمهم جميعا فضرب أعناقهم صبرا (٣). وبعث برأس المختار إلى عبد الله بن الزبير مع رجل من الشرط. فقدم الرسول فانتهى إلى ابن الزبير وهو في المسجد الحرام قد صلّى عشاء الآخرة. ثم قام يتنفل. قال: فو الله ما التفت إليه ولا أنصرف حتى أسحر فأوتر. ثم جلس.

فدنا الرسول فدفع إليه الكتاب. فقرأه. ثم دفعه إلى غلام له. فقال الرسول:

يا أمير المؤمنين هذا الرأس معي. فقال: ألقه فألقاه على باب المسجد. ثم أتاه فقال:

جائزتي قال: خذ الرأس الذي جئت به.

ولما قتل مصعب المختار. وظفر بالعراق. واستعمل العمال. وجبى الأموال. وكتب إليه إبراهيم الأشتر يعلمه بأنه على طاعته. وأسرع الناس إليه مع عداوته لأهل الشام. وقتله إياهم. ويسأله أن يأذن له في الوفادة إليه.


(١) أورد الطبري في تاريخه: ٦/ ١١٤ - ١١٦ قصة المختار وقتال مصعب له من طريق الواقدي ولكنه اختصرها.
(٢) هو موضع في الكوفة كان سوقا لبيع الزيت (انظر تاريخ الطبري: ٦/ ١٠٨).
(٣) انظر الطبري- تاريخ- ٦/ ١٥ - ١٦ وانظر تفاصيل أخرى في نفس المصدر:
٦/ ١٠٥ - ١١٠ والبداية والنهاية: ٨/ ٢٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>