للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقدم على ابن الزبير حبشان من أرض الحبشة يرمون بالمزاريق (١). فقدمهم لأهل الشام. فجعلوا يرمون بمزاريقهم. فلا يقع لهم مزراق إلا في إنسان. فقتلوا من أهل الشام قتلى كثيرة. ثم حمل عليهم أهل الشام حملة واحدة. فانكشفوا.

وكان ابن الزبير يقدم أصحاب النكاية (٢) بالسيوف. ويتقدم هو ما يستفزه صياحهم. وكان معه قوم من أهل مصر. فقاتلوا معه قتالا شديدا. وكانوا خوارجا. حتى ذكروا عثمان فتبرءوا منه. فبلغ ابن الزبير فناكرهم. وقال: ما بيني وبين الناس إلا باب عثمان فانصرفوا عنه.

ونصب الحجاج المنجنيق يرمي بها أحث (٣) الرمي. وألح عليهم بالقتال من كل وجه. وحبس عنهم الميرة. وحصرهم أشد الحصار. حتى جهد أصحاب ابن الزبير. وأصابتهم مجاعة شديدة. وكان ابن الزبير قد وضع في كل موضع يخاف منه مسلحة (٤). فكانت مسالحة كثيرة يطوف عليها أهل الثبات من أصحابه. وهم على ذلك مبلوغون من الجوع ما يقدر الرجل يقاتل ولا يحمل السلاح كما يريد من الضعف. وكانوا يستغيثون بزمزم فيشربون منها. فتعصمهم.

وجعلت الحجارة من المنجنيق يرمي بها الكعبة. حتى يؤثر


(١) المزاريق: رماح قصيرة واحدها مزراق (لسان العرب مادة زرق: ١٠/ ١٣٩).
(٢) النكاية: نكى العدو نكاية: أصاب منه (المصدر السابق: ١٥/ ٣٤١).
(٣) أحث الرمي: أعجله وهو الرمي في اتصال. (اللسان: ٢/ ١٢٩).
(٤) المسلحة: موضع المخافة وهم قوم في عدة بموضع رصد. وأحدهم مسلحي والجمع مسالح (اللسان: ٢/ ٤٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>