للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يذكره في هذه الطبقة ويعتبره منهم، فلننظر هل وَفَّى بهذا الشرط؟ وهل استقصى كل من ينطبق عليهم هذا الشرط فذكرهم؟

لقد ترجم ستة وأربعين رجلًا في هذه الطبقة، منهم عشرة من بني هاشم، ورجلان من بني أسد، وثلاثة من بني زُهرة، وستة من بني مخزوم، وتسعة من بقية قريش وحلفائهم، وسبعة من الأنصار، وخمسة من سائر القبائل، وأربعة من أبناء اليهود الذين أسلموا. وكلهم ينطبق عليهم شرطه إلا ثلاثة: -

١ - عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، ذكر أن عمره يوم مات النبي - صلى الله عليه وسلم - الليل نحوا من ثلاثين سنة، وقتل مجاهدًا في أجنادين سنة ثلاث عشرة (١)، فإذا كان هذا عمره يوم مات النبي، فكيف يكون من أحداث الأسنان؟ ولعل قائلا يقول: إنه نص على أنه لم يغز مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا من شرطه. ولكن ليس كل مَنْ لم يغز مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يدخله في هذا الطبقة وإن كان كبيرًا في السِّن.

٢ - ثابت بن الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عدي بن كعب الأشهلي. فإنه قد وَهِمَ في اعتباره من هذه الطبقة بسبب التشابه بين اسمه واسم صحابي آخر هو ثابت بن الضحاك أمية بن ثعلبة الخزرجي، والأول أوسي، ولَعَلّ الخزرجي هو مراد ابن سعد فإنه هو الذي ينطبق عليه شرطه في هذه الطبقة أما الأوسي فإنه ممن شهد الحديبية (٢).

٣ - عبد الله بن صياد. وأمره مُشكل، واختلف فيه هل هو الدجال الأكبر أم غيره؟ وجزم كثير من أهل العلم بأنه دَجّالُ من الدجاجلة (٣).

وقد عرض عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - الإسلام فلم يقبل، وكونه أسلم وصلح حاله

بعد ذلك، لا يكون مبررًا في إدخاله في الصحابة، لأنه لم يؤمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم -


(١) راجع ترجمته رقم (١٠) في هذه الطبقة.
(٢) راجع الترجمة رقم (٣٦) والتعليق رقم (٥).
(٣) راجع الترجمة رقم (٤٦) والتعليق رقم (٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>