للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حال لُقْيَاهُ له، ولكن ابن سعد لم ينفرد باعتباره من الصحابة، بل ذكره غيره ممن ألف في الصحابة (١).

وبالنسبة للسؤال الثاني هل استقصى كل من انطبق عليه شرطه في هذه الطبقة، والجواب: أنه لم يشترط الإحاطة والاستيعاب، فإذا وُجِدَ مَنْ هذا حاله ولم يذكره فلا يؤاخذ عليه، وإن ممن يمكن اعتباره في هذه الطبقة، النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، فإنه في سن عبد الله بن الزبير أو قريبًا منه ولم يغز مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو ممن روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وحفظ عنه، وأحاديثه كثيرة مشهورة، قال الذهبي: هو من الصحابة الصبيان باتفاق (٢).

وكذا يزيد بن الأسود بن سلمة بن حُجْر الكِنْدي، فقد نص ابن حجر في الإصابة على أنه من الصحابة الصغار (٣)، ولم يترجمه ابن سعد في هذه الطبقة ولا غيرها إلا أنه ذكره عندما ترجم لوالده في الطبقة الرابعة وقال: إنه وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - مع والده وهو صغير فدعا له (٤).

وفي ترتيبه للأسماء داخل الطبقة، التزم بالترتيب على النَّسَب كما فعل في الطبقات السابقة إلا في أشياء يسيرة، فقد ذكر عبد الرحمن بن أبزى مولى خزاعة، بعد السائب بن يزيد الكندي، وكان حقه أن يُذكر بعد نافع بن عبد الحارث الخزاعي - حسب المنهج الذي سار عليه في الطبقات السابقة بذكر مولى القوم وحليفهم معهم. ومن ذلك ذكره عبد الله بن ثعلبة بن صُعَير، حليف بني زهرة وعبد الله بن عامر بن ربيعة، مولي الخطاب بن نفيل، بعد مولى خزاعة وكان حقهما أن يذكرا ضمن حلفاء قريش ومواليهم


(١) انظر مصادر ترجمة ابن صياد في الترجمة رقم (٤٦).
(٢) سير أعلام النبلاء: ٣/ ٤١١.
(٣) الإصابة: ٦/ ٣٤٨.
(٤) الطبقات: ٧ /ق ٢٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>