للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأيضا بالنسبة للأنصار فإنه لم يَفْصل الأوس عن الخزرج بل ذكر الأسماء مختلطة.

وقد ذكرنا من الظواهر العامة في منهجه، أنه يطيل في بعض التراجم ويختصر في أخرى، وهذا بَيّنٌ في هذه الطبقة، فإن أربعة منهم (١) قد شغلوا أربعًا وعشرين ومائة لوحة من المخطوطة، وبقية التراجم وعددها اثنتان وأربعون ترجمة كانت في إحدى وأربعين لوحة فقط. وبالنسبة للروايات والأسانيد، فقد بلغت في هذه الطبقة خمس عشرة وسبعمائة رواية، منها اثنتان وسبعون وخمسمائة رواية في تراجم الأربعة المذكورين وثلاث وأربعون ومائة رواية في بقية التراجم.

ولو بحثنا عن سبب ذلك لوجدنا أن أهمية المترجَم، وتوفر المعلومات لدى المصنف لها نصيب في هذا، فهؤلاء الأربعة كان لهم إسهامات علمية، ومشاركات سياسية، ولهم منزلة قيادية في توجيه المجتمع والتأثير عليه.

ولذا اعتنى بتتبع أخبارهم، وفضائلهم، وحياتهم الاجتماعية، والسلوكية، ومواقفهم السياسية، وقد وجد مادّة علمية تساعده على بناء الترجمة وصياغة تاريخها.

فمثلا في ترجمة عبد الله بن عباس، بعد أن ساق نسبه وذكر أولاده، ساق سبع روايات تتعلق بتحديد زمن ولادته (٢)، ثم سبع عشرة رواية عن سبع دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - له. ورؤيته الجبريل (٣)، ثم ركز على فضائله العلمية، وتقدمه في ذلك حتى صار إمامًا يُستفتى في كثير من العلوم الشرعية والعربية، وذكر ملازمته لعمر بن الخطاب، وعلاقته مع عثمان بن عفان وأنه استخلفه على الحج عندما حصر، ثم وقوفه مع على بن أبي طالب بالمشورة والعمل له،


(١) هم ابن عباس، والحسن، والحسين، وعبد الله بن الزبير.
(٢) انظر الروايات (١ - ٧).
(٣) انظر الروايات (٨ - ٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>