للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تشوه صورة المجتمع الإسلامي في الصدر الأول، وتصور مواقف رجاله بصورة مخالفة للواقع وللسَّمْت الذي تربوا عليه والأخلاق والآداب التي يأمر بها الدين.

كما ذكر نصوصًا مُضيئة في ترجمة الحسن بن علي ورغبته في جمع الأمة، وإيقاف القتال، وأنّ ذلك لم يكن عن عجز منه، وإنما تحققت فيه نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن ابني هذا سيد وعسى الله أن يصلح به، وفي رواية على يَدِه، بين فئتين من المسلمين عظيمتين (١)، فكان أول ما بايع أهل العراق بعد مقتل علي، أنه اشترط عليهم أن يدخلوا فيما دخل فيه، ويرضوا بما رضي به (٢)، ثم خطبهم وقال في خطبته: وإنّي والله ما أحببت أن ألي من أمر أمة محمد ما يزن مثقال حبة من خردل يهراق فيه مِحْجَمَة من دم، قد علمت ما يضرني مما ينفعني (٣)، وقال في موطن آخر: كانت جماجم العرب بيدي يسالمون مَنْ سالمت ويحاربون من حاربت فتركتها ابتغاء وجه الله .. (٤)، وقال في الخطبة التي تنازل فيها لمعاوية: إني كنت أكره الناس لأول هذا الحديث، وأنا أصلحتُ آخره، لذي حق أديت إليه حَقّه أحق به مِنّي، أو حق جُدتُّ به لصلاح أمة محمد … (٥)، وقال في موضع آخر: ولكني خشيت أن يأتي يوم القيامة سبعون ألفًا أو ثمانون ألفًا أو أكثر من ذلك أو أقل كلهم تَنْضَحُ أَوْدَاجُهم دما، كلهم يستعدى الله فيما أهريق دمه (٦).

فهذه النصوص الصحيحة تبين بجلاء موقف الحسن من النزاع في أمر


(١) انظر النصوص (١٨٨) - (١٩٢) وهي كلها صحيحة.
(٢) انظر النص رقم (٢٧٨) وإسناده حسن.
(٣) انظر النص رقم (٢٧٩) وإسناده صحيح.
(٤) انظر النص رقم (٢٨١) وإسناده حسن.
(٥) انظر النص رقم (٢٨٩) وإسناده صحيح.
(٦) انظر النص رقم (٢٩٠) وإسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>