للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بأذرعات (١). لقيهم عبيد الله بن زياد مقبلا من العراق. فأخبروه بما أرادوا.

فقال لمروان: سبحان الله. أرضيت لنفسك بهذا. تبايع لأبي خبيب وأنت سيد قريش وشيخ بني عبد مناف. والله لأنت أولى بها منه. فقال له مروان:

فما الرأي؟ قال: الرأي أن ترجع وتدعو إلى نفسك. وأنا أكفيك قريشا ومواليها. فلا يخالفك منهم أحد (٢). فرجع مروان وعمرو بن سعيد. وقدم عبيد الله بن زياد دمشق فنزل باب الفراديس (٣). فكان يركب إلى الضحاك كل يوم فيسلم عليه ثم يرجع إلى منزله. فعرض له رجل يوما في مسيره فطعنه بحربة في ظهره وعليه الدرع. فانثنت الحربة. فرجع عبيد الله إلى منزله.

وأقام فلم يركب إلى الضحاك. فأتاه الضحاك إلى منزله فاعتذر إليه. وأتاه بالرجل الذي طعنه فعفى عنه عبيد الله. وقبل من الضحاك. وعاد عبيد الله يركب (٤) إلى الضحاك في كل يوم. فقال له يوما: يا أبا أنيس العجب لك وأنت شيخ قريش تدعو لابن الزبير وتدع نفسك. أنت أرضى عند الناس منه. لأنك لم تزل متمسكا بالطاعة والجماعة. وابن الزبير مشاق مفارق (٥) مخالف. فادع إلى نفسك. فدعا إلى نفسه ثلاثة أيام. فقالوا له: أخذت بيعتنا وعهودنا لرجل. ثم دعوتنا إلى خلعه من غير حدث أحدثه والبيعة لك.

وامتنعوا عليه. فلما رأى ذلك الضحاك عاد إلى الدعاء إلى ابن الزبير. فأفسده ذلك عند الناس وغير قلوبهم عليه. فقال له عبيد الله بن زياد: من أراد ما تريد لم ينزل المدائن والحصون. ويبرز ويجمع إليه الخيل. فاخرج عن دمشق


(١) أذرعات: بالفتح ثم السكون وكسر الراء وعين مهملة وألف وتاء- بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمان (معجم البلدان: ١/ ١٣٠).
(٢) انظر ابن كثير. البداية والنهاية: ٨/ ٢٤١.
(٣) باب الفراديس: من أبواب دمشق. وهو جمع فردوس. وأهل الشام يسمون الكروم والبساتين الفراديس (معجم البلدان: ٤/ ٢٤٢).
(٤) في نسخة المحمودية:، وركب،.
(٥) ليست في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>