للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اتصال الرواية أو إرسالها، لأن بعض هؤلاء الصحابة ليس لهم سماع ورواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما لهم رؤية وإدراك، وبعضهم لم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا القليل، فتكون أحاديثهم التي لم يسمعوها من النبي - صلى الله عليه وسلم - من باب مرسل الصحابي الذي لم يسمعه من الرسول - صلى الله عليه وسلم - مباشرة وإنما سمعه من صحابي آخر، وبعض هؤلاء يُنَازَع في صحبته وابن سعد يثبتها، وهذه فائدة.

كما اشتملت هذه الطبقة على تراجم وأخبار مجموعة من الشخصيات المهمة والمؤثرة في الحياة العلمية والفكرية، والحياة السياسية والاجتماعية فابن عباس والحسن والحسين وعبد الله بن الزبير بن العوام، من الشخصيات المشهورة في التاريخ الإسلامي، والمؤثرة في مجرى الأحداث وقد تزعموا قيادة المجتمع في عصرهم، وشاركوا في إدارة الدولة الإسلامية، وفي الجهاد، وفي الأحداث الداخلية، والقضايا العامة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى جمع شمل الأمة واتحادها كما حصل على يد الحسن بن علي. كما قاموا بالمعارضة لما رأوه خروجا عن القاعدة الإسلامية وترك الشورى في الولاية العظمى، كما فعل الحسين بن علي وابن الزبير من رفضهما البيعة ليزيد، ثم خرج الحسين إلى العراق، فكانت المأساة العظمى بقتله، واعتصم ابن الزبير بمكة رافضًا للبيعة حتى إذا مات يزيد دعا إلى نفسه فبويع بالخلافة في معظم الأقاليم الإسلامية ولكن بني أمية ومن شايعهم لم يبايعوا له، بل عقدوا بيعتهم لمروان ثم لابنه عبد الملك، وجرت أمور عظيمة حتى حوصرت مكة وضربت الكعبة بالمنجنيق وقتل ابن الزبير مظلوما في حرم الله.

وهذه الأحداث وقع في عرضها عند الأخباريين والمؤرخين قديما وحديثا خلط وتشويه، يحتاج إلى تحقيق وتحرير، وابن سعد بما عرض من المعلومات والأخبار المسندة، يساعد على إجلاء الصورة وتبين الحقيقة، والتمكن من نقد المرويات على ضوء أسانيدها، وقد تحقق لنا هذا والحمد لله من خلال

<<  <  ج: ص:  >  >>