للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الدلالة:

الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه، وما هو تحت نظره، ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه، والقيام بمصالحة في دينه ودنياه ومتعلقاته (١)، فمن علم أن الله سائله يوم القيامة عن رعيته وأهله وخدمه كيف تقر عينه إهمالهم وتركهم كالبهائم المرسلة؟ لا يلزمهم بزمام الشرع ولا يقيدهم بقيد السنة، ولا يعلمهم ولا يأمرهم بالتعلم، بل لو اشتغل أحدهم بأداء صلاة وقوته درهماً أو آخر حاجته قليلاً .. لقامت قيامته، وقابله بما أمكنه، وليس هذا من الدين في شيء (٢)

إذن كون المرأة راعية يوجب عليها القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لدى من هي راعية عليهم.

٢: عدم تكليفها ما لا تطيق:

ولعمل الذي لا يطاق: هو الذي تتحمل العاملة المنزلية من جرائه مشقة خارجة عن المعتاد بحيث يقرب من العجز عنه. (٣)

ومن الأدلة على ذلك ما يأتي:

أ: قال تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} (٤)

وجه الدلالة الله - عز وجل - لم يكلف عباده فوق طاقتهم لذا ينبغي الامتثال لحكمه سبحانه، وطريقته وذلك بعد تكليف من تحت أيديهم ما لا يطيقون (٥)


(١) شرح مسلم، النووي، ١٢/ ٢١٣.
(٢) تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين، ابن النحاس، ٣٣٢.
(٣) المغني، ابن قدامه، ١١/ ٤٣٦.
(٤) سورة البقرة، من الآية ٢٨٦.
(٥) انظر عمدة القارئ شرح صحيح البخاري، العيني، ١٣/ ١٠٨.

<<  <   >  >>