للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عصى الله في ظلم أخيه المسلم وبهته، فلا أجمل من أن يطيع الله فيه؛ بتمثُّل الأخلاق الحسنة، بالحلم والصبر، والرحمة لهذا النوع من الناس.

كما ينبغي أن يعامل الإنسان الناس بأخلاقه هو، لا بأخلاقهم، وإلا كان مع الوقت مجمعًا للرذائل.

* * *

• ومن مواعظه - رضي الله عنه - قوله (١):

«ذو الدِّرهمين يوم القيامة أشدُّ حسابًا من ذي الدرهم».

الفرح بالمال أمرٌ فطريٌّ، لكنَّ المؤمن الذي لا تغيب عنه الآخرة يتذكَّر التَّبعة، ويستحضر قول نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - في تلك الأربع التي سيسأل عنها: (وعن ماله: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟) (٢).

فأهل الإيمان لا ينسيهم جمع الدرهم والدينار التفكُّر في مصدره ومورده؛ فإنَّ الحساب يوم القيامة شديدٌ؛ ولهذا اختار عامة صالحي هذه الأمَّة التخفُّف من هذا المال؛ حذرًا من تبعاته، وخوفًا من مآلاته، قال عطاءٌ- وغيره من السلف -: هذه الدُّنيا حرامها عقاب، وحلالها حساب.

وبالجملة، فالعاقل يتأمَّل في هذا المعنى، ويعلم أنَّ خفَّة الظَّهر من هذا المال خيرٌ، إلا من أخذه بحقِّه، والله المستعان.

...


(١) الزهد؛ لابن المبارك (١٩٥)، مصنَّف ابن أبي شيبة رقم (٣٤٦٨٤).
(٢) الترمذي ح (٢٤١٧)، وقال: حسن صحيح.

<<  <   >  >>