بسدِّ باب النظر، فحينئذٍ يسهل علاج الحاصل في القلب؛ لأنَّه إذا اجتمع سيلٌ فسُدَّ مجراه، سَهُلَ نَزْف الحاصل، ولا علاج للحاصل في القلب أقوى من قطع أسبابه، ثم زجر الاهتمام به؛ خوفًا من عقوبة الله - عز وجل -، فمتى شرعت في استعمال هذا الدواء، رُجي لك قُرب السلامة» (١). اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:«إنَّ غضَّ البصر عن الصورة التي نُهي عن النظر إليها - كالمرأة والأمرد الحسن- يورث ذلك ثلاث فوائد جليلة القدر:
إحداها: حلاوة الإيمان ولذَّته، التي هي أحلى وأطيب ممَّا تركه لله؛ فإنَّ من ترك شيئًا لله، عوَّضه الله خيرًا منه.
وأمَّا الفائدة الثانية في غض البصر، فهي: أنَّه يورث نور القلب والفراسة؛ قال تعالى عن قوم لوطٍ:{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}[الحجر: ٧٢]، فالتعلُّق بالصور يوجب فساد العقل، وعمى البصيرة، وسُكر القلب؛ بل جنونه.
وذكر سبحانه آية النور عقيب آيات غضِّ البصر، فقال:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[النور: ٣٥]، والله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله، فغضُّ بصره عمَّا حَرُمَ، يُعوِّضه الله من جنسه بما هو خيرٌ منه؛ فيُطلق نور بصيرته، ويَفتَحُ عليه.
والفائدة الثالثة: قوة القلب وثباته وشجاعته، فيجعل الله له سلطان النُّصرة مع سلطان الحُجَّة، وفي الأثر: «الذي يخالف هواه، يفرق الشيطان من ظلِّه»؛ ولهذا يوجد في المتَّبع لهواه من الذُّلِّ- ذلِّ النفس