فيها ولكن المردود من ذلك قول أحدهم أن قوله:«خلق آدم على صورته» أي على صورة العالم فإن الإنسان على صورة العالم وهي صورة الله. إما الصورة المخلوقة المملوكة كما يقوله من يقر بالرب المتميز عن العالم، وإما أن يجعلوا نفس العالم هو صورة الله ووجوده لا حقيقة له وراء ذلك كما يزعمه الاتحادية مثل صاحب الفصوص ومتبعيه فهذه ثلاث تأويلات.
إحداها: أن يكون مدبراً مالكاً لجنسه وغير جنسه كما أن الرب مدبر للعالم فهو على صورة الملائكة.
الثانية: أن يكون على صورة العالم لأنه نسخته ومختصره. والعالم هو صورة الله المخلوقة أو المملوكة، أو هو صورته الذاتية النفسية، وقد قدمنا في تأويل من حمل ذلك على الصفة والصورة المعنوية أننا لا ننازع في ثبوت المعاني الصحيحة مثل كون الإنسان له من الأسماء والصفات والأفعال ما قد حملوا الحديث عليه وجعلوه بذلك فيه شبه لأسماء الحق وصفاته وأفعاله، ولا لنا حاجة في دلالة الحديث إما بطريق التضمن، وإما بطريق الاستلزام بحيث يقال إنه إذا ثبت أنه على الصورة الذاتية فهو على الصورة الوصفية والاسمية والفعلية أولى وأحرى، أو يقال غير ذلك، وإنما المقصود هنا إبطال كل تأويل فيه تحريف للكلم عن مواضعه وإلحاد فيه ورد لما قصد بالنص، فيرد ما كذبوا به من الحق لا ما صدقوا به من الحق فإن هذا شأن المحرفين لنصوص الصفات إذا حملوا الحديث على ما هو ثابت في نفس الأمر لم ننازع في ذلك المعنى الصحيح ولا في دلالة الحديث عليه إذا احتمل ذلك، وقد لا نكون في هذا المقام ناظرين في دلالة الحديث عليه نفياً وإثباتاً ولكن ننازعهم في تحريف الكلم عن مواضعه والإلحاد في أسماء الله وآياته وهو ما أبطلوه وعطلوه وكذبوا به من