بمراتب الموصوفين بالتدليس» وذكر أن أهل هذه المرتبة قد احتمل الأئمة تدليسهم وأخرجوا لهم في الصحيح لإمامتهم وقلة تدليسهم في جنب ما رووا. وأيضاً فإن موافقة الثوري للأعمش في رواية الحديث عن حبيب بن أبي ثابت تدل على أن الأعمش لم يدلس في روايته عنه.
وأما عنعنة حبيب بن أبي ثابت في روايته عن عطاء فإنها لا تؤثر في صحة الإسناد لأن الظاهر أنه لم يدلس في هذه الرواية، ويدل على ذلك أنه كان يروي عن ابن عمر رضي الله عنهما مباشرة فلو كان قد دلس في هذا الحديث لكان جديراً أن يرويه عن ابن عمر رضي الله عنهما بدون واسطة بينه وبينه ليحصل له علو الإسناد ولكن لما رواه عن عطاء عن ابن عمر رضي الله عنهما دل ذلك على أنه لم يدلس في روايته، وقد قال ابن أبي مريم عن ابن معين أنه قال: في حبيب بن أبي ثابت ثقة حجة قيل له ثبت قال نعم إنما روى حديثين قال أظن يحيى يريد منكرين، حديث المستحاضة تصلي وإن قطر الدم على الحصير. وحديث القبلة للصائم، وقال ابن عدي هو ثقة حجة كما قال ابن معين، ويؤخذ من قول ابن معين وابن عدي أن رواية حبيب عن عطاء لا تؤثر فيها العنعنة.
الوجه الثاني: أن يقال إن الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه قد صححا حديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي فيه «إن الله خلق آدم على صورة الرحمن» وقد قال قتيبة بن سعيد، أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه إماما الدنيا. رواه الخطيب في تاريخه. وقد تقدم ما ذكره القاضي أبو الحسين في «طبقات الحنابلة» مما أملاه الإمام أحمد على محمد بن عوف الطائي من عقيدة أهل السنة والجماعة، ومنه وأن آدم صلى الله عليه خلق على صورة الرحمن كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقدم أيضاً ما ذكره الحافظ الذهبي في «الميزان» عن حمدان بن علي الوراق