الثوري ولم يقل عن ابن عمر، والثانية أن الأعمش مدلس لم يذكر أنه سمعه من حبيب بن أبي ثابت، والثالثة أن حبيب بن أبي ثابت أيضاً مدلس لم يعلم أنه سمعه من عطاء، وقد تبعه الألباني على تعليل الحديث بهذه العلل الثلاث.
والجواب عن هذا التعليل من وجوه أحدها أن يقال إن العلل التي ذكرها ابن خزيمة والألباني واهية جداً، فأما مخالفة الثوري للأعمش فإنها لا تؤثر في رواية الأعمش لأن كلاً منهما حافظ إمام وشيخ من شيوخ الإسلام، وقد قال ابن عيينة: كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض، وقال عمرو بن علي الفلاس: كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه، وقال يحيى القطان: الأعمش علامة الإسلام وقال شعبة: ما شفاني أحد في الحديث ما شفاني الأعمش، وقال عبد الله بن داود الخريبي كان شعبة إذا ذكر الأعمش قال: المصحف المصحف، وقال ابن عمار: ليس في المحدثين أثبت من الأعمش وقال يحيى بن معين: كان جرير إذا حدث عن الأعمش قال: هذا الديباج الخسرواني وقال ابن المديني: حفظ العلم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستة عمرو بن دينار بمكة والزهري بالمدينة وأبو إسحاق السبيعي والأعمش بالكوفة وقتادة ويحيى بن أبي كثير بالبصرة، وفضائل الأعمش كثيرة جداً وهو من شيوخ الثوري، ومن كان بهذه المثابة من الفضائل فروايته لا تعلل بمخالفة الثوري له لأنه قد حفظ ما لم يحفظه الثوري.
وأما عنعنة الأعمش في روايته عن حبيب بن أبي ثابت فإنها لا تؤثر في صحة الإسناد لأن الأعمش معدود من المرتبة الثانية من المدلسين، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في كتابه الذي سماه «تعريف أهل التقديس،