أبي مريم -يعني سعيد بن الحكم المصري- حدثنا بن لهيعة عن أبي يونس سليم بن جبير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قاتل فليجتنب الوجه فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن» عمر بن الخطاب السجستاني ذكره ابن حبان في الثقات وقال مستقيم الحديث وقال الحافظ ابن حجر في: «التقريب» صدوق، وأما ابن أبي مريم فهو ثقة ثبت فقيه وأما ابن لهيعة فقد ضعفه بعض الأئمة ووثقه أحمد بن صالح ووثقه أيضاً أحمد محمد شاكر وجعل روايته من قبيل الصحيح. وقال الحافظ ابن حجر في «التقريب» صدوق خلط بعد احتراق كتبه. وحسن ابن عدي وابن كثير والهيثمي حديثه وقد روى له مسلم وابن خزيمة مقروناً بغيره، وروى له البخاري في عدة مواضع من صحيحه مقروناً بغيره ولكنه لم يسمه. قال ابن حجر في «تهذيب التهذيب». وهو ابن لهيعة لا شك فيه. وعلى هذا فأوسط الأقوال في حديثه أن يكون من قبيل الحسن.
وأما حديث أبي رافع فقد رواه ابن أبي عاصم في «كتاب السنة» عن محمد بن ثعلبة بن سواء حدثني عمي محمد بن سواء عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة وجهه» إسناده حسن رجاله رجال الصحيح غير محمد بن ثعلبة بن سواء وقد قال فيه الحافظ ابن حجر في «التقريب» صدوق. وفي كل من هذا الحديث وحديث أبي يونس شاهد قوي لحديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي تقدم ذكره.
وقد صحح الألباني إسناد حديث أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه في تعليقه على «كتاب السنة» لابن أبي عاصم، قال: ولكنه في شك من ثبوت قوله «على صورة وجهه» فإن المحفوظ في الطرق الصحيحة «على صورته» قال: ثم إن سعيد بن أبي عروبة قد خولف في إسناده أيضاً عن قتادة فقال المثنى بن سعيد: عن قتادة عن أبي أيوب عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ «على صورته» أخرجه مسلم وأحمد وابن خزيمة