وذكر الخلال في «كتاب السنة» ما ذكره إسحاق بن منصور الكوسج في مسائله المشهورة عن أحمد وإسحاق أنه قال لأحمد: «لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته» قال أحمد: صحيح وقال إسحاق: صحيح ولا يدعه إلا مبتدع أو ضعيف الرأي.
وذكر الخلال أيضاً عن يعقوب بن بختان أن أبا عبد الله أحمد بن حنبل سئل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم «خلق الله آدم على صورته» فقال: لا نفسره. ما لنا أن نفسره. كما جاء الحديث.
وقد ذكر الذهبي في «سير أعلام النبلاء» في ترجمة أبي الزناد بعض طرق حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي جاء فيه «إن الله خلق آدم على صورته» ثم قال: وصح أيضاً من حديث ابن عمر، وقد قال إسحاق بن راهويه عالم خراسان صح هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الذهبي: فهذا الصحيح مخرج في كتابي البخاري ومسلم فنؤمن به ونفوض ونسلم ولا نخوض فيما لا يعنينا. مع علمنا بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير انتهى كلامه، وقوله ونفوض معناه إمرار الحديث كما جاء وهو موافق لما تقدم عن الإمام أحمد أنه قال لا نفسره، ما لنا أن نفسره، كما جاء الحديث.
وإذا علم أن الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه قد صححا حديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي جاء فيه «إن الله خلق آدم على صورة الرحمن» فلا ينبغي أن يلتفت إلى تضعيف ابن خزيمة له فضلاً عن تضعيف الألباني له تقليداً لابن خزيمة، وذلك لأن أحمد وإسحاق أعلم بالأسانيد والعلل ممن أقدم على تضعيف الحديث بغير مستند صحيح.
وأيضاً فإن عبد الله بن أحمد بن حنبل وابن أبي عاصم والدارقطني