للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قدس الله روحه ونور ضريحه في كتاب الذي سماه «نقض أساس التقديس» بكلام مفصل مبسوط واضح بيّن لا يوجد مثله في كلام غيره من العلماء (١). ولعظم فائدته رأيت أن أذكر ملخصه في هذه النبذة لعل الله تعالى أن ينفع به من قرأه ومن سمعه ويكون سبباً لإطراح أقوال أهل الكلام الباطل وتأويلاتهم المستكرهة في حديث الصورة.

قال الرازي: الفصل الأول في إثبات الصورة. اعلم أن هذه اللفظة ما وردت في القرآن، لكنها واردة في الأخبار، فالخبر الأول: ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله خلق آدم على صورته» وروى ابن خزيمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يقولن أحدكم لعبده قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته».

والجواب (٢) اعلم أن الهاء في قوله صلى الله عليه وسلم: «على صورته» يحتمل أن تكون عائدة على شيء غير صورة آدم وغير الله


(١) قد طبع من رد شيخ الإسلام على الرازي مجلدان كبيران في مطبعة الحكومة بمكة المكرمة بأمر الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله تعالى وذلك في سنة ١٣٩١ هـ وسنة ١٣٩٢ هـ ووضع عليهما هذا الاسم: «بيان تلبيس الجهمية، في تأسيس بدعهم الكلامية» أو «نقض تأسيس الجهمية» وقد بقي من الكتاب بقية لم تزل مخطوطة إلى الآن، وهي التي فيها الرد على كلام الرازي فيما يتعلق بحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي جاء فيه: «إن الله خلق آدم على صورته» وحديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي جاء فيه: «إن الله خلق آدم على صورة الرحمن» وقد وضع على هذه القطعة المخطوطة هذا الاسم: «نقض أساس التقديس» نسأل الله تعالى أن ييسر طبعها وينفع بالكتاب كل من قرأه أو سمعه. وهو موجود في مكتبة جامعة الملك سعود بالرياض.
(٢) هذا الجواب للرازي أجاب به عن الحديث وسيأتي كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على هذا الجواب.