بالمسمىَّ، والمضاف إليه بالاسم، كأنك قلت: جاءني مُسمىَّ هذا الاسم، وفي الثاني: يقدر الأول مضافا إلى موصوف حذف، وأقيمت صغته مقامه، كأنّك قلت:"مسجد المكان الجامع" و "صلاة الساعة الأُولى" وفي الثالث: يؤول الأول بالنوع والثاني بالجنس، والتقدير:"جَرْد هذا الجنس"
(وبعضُ الأسماء يضاف أَبَدا ... وبعض ذا قد يأتِ لفظا مفردا)
الأصل في الإضافة أن تكون جائزة، وقد خرج عن الأصل من الأسماء طرفان:
أحدهما: ما امتنعت إضافته كالموصولات، وأسماء الإشارة، والمضمرات، وأسماء الشرط، وأسماء الاستفهام، وسوى "أي" والأعلام الباقية على علميتها.
والثاني: ما أشار إليه المصنف هنا، ما الإضافة فيه لازمة، ثم هي منقسمة إلى قسمين: لازمة الإضافة إلى المفرد، ولازمة الإضافة إلى الجملة، والأول: هو مراد المصنف بهذا البيت، ثم هو منقسم إلى لازم الإضافة لفظا ومعنى، وإلى ما يلزمها في المعنى، مع أنه قد يفرد عنها في اللفظ، فالأول نحو:"كِلَا" و"كِلْتَا و"عند" و"مع" و"لدن"، والثاني: كـ"ـكُلّ"، و"بعض" و"أي" فإنها وإن قطعت عن الإضافة في اللفظ، نحو:{وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ}[النمل: ٨٧]{وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ}[الأنعام: ١٦٥]{أَيًّا مَا تَدْعُوا}[الإسراء: ١١٠] فإن المضاف إليه مراد في المعنى، والتقدير:{وَكُلُّهُمْ}[مريم: ٩٤]{فوق بَعْضُكُمْ}