أبنية المصادر موضوعه عليها بطريق الأصالة، لا محوّلة عن غيرها، لما تقرر من أن المصدر أصل للفعل، وفرعه.
(فَعْلٌ قياسُ مصدرِ المُعَدَّى ... من ذي ثلاثة، كردّ ردّا)
الفعل الثلاثي مصادره كثرة، ولم يطرد منها شيء، ولكن غلب في بعضها أبنيةٌ أشار المصنف إليها، ومراده بالقياس: قياس الغلبة، لا قياس الاطراد، فمن ذلك "فَعْل" مفتوح الفاء، ساكن العين، ويغلب في المتعدى منها، سواء كان على "فَعَلَ" وهو الأكثر، كـ"أكل أكلا" و"ضرب ضربا" و"ردّ ردّا"، أو على "فَعِلَ" كـ"فهم فهما" و"شم شما"، "إذ أصله: شَمِمَ" وجاء مصدر الأول على "فِعْل" كـ"ذِكْر" وعلى "فُعْل" كـ"شُكْر" وعلى "فعلان" -بتثليث فائه- كـ"شكران" و"عِرفان" و"لَيَّان"، وغيرها، ومن مصادر الثاني "فِعْل" كـ"عِلْم" وبضم الفاء، كـ"شُرْب" وفَعُول كـ"قبول" وبضم الفاء، كـ"رُكوب"، ومنها "كراهية، وسآمة".