وشارحه -رحمه الله- متأثر بمنهج والده العلامة الشيخ/ محمد بن أبي بكر قيم الجوزية -رحمه الله- في نبذ التعصب فقد كان -أعني صاحب الشرح- ملماً بأقوال العلماء وآرائهم ينتقي منها ما يترجح لديه بالدليل، يتضح هذا من تفننه في الاختيار فبينما تجده يذهب في كثير من المسائل النحوية مذهب البصريين تجده يختار في كثير من المسائل المذهب الكوفي ويرجحه، وربما خالف الفريقين واختار رأياً آخر.
وهو على ذلك معدود في الفقهاء قال عنه في البداية والنهاية ١٤/ ٢٣٩ (كان فاضلاً في النحو والفقه وفنون أخرى على طريقة أبيه).أ. هـ.
وله مؤلف في الفقه سماه (اختلاف المذهبين) تعرف فيه للمسائل الخلافية بين أحمد والشافعي (معجم المصنفين للتنوكي ٤/ ٤٠٦).
وله رسالة مطبوعة اسمها (اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية).
كما تجدر الإشارة هنا إلى أنه سلم من كثير من المزالق العقدية التي وقع فيها كثير من النحاة (حسب علمي) ولا غرو فهو سليل ابن القيم وفرع دوحته المباركة.
هذا وقد كثر الطلب على هذا الكتاب منذ تحقيق القسم الأول منه من طلاب العلم ولا سيما المهتمون بالعلوم العربية وإني لأرجو أن أكون قد وفقت لإخراجه على الوجه اللائق به.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين.