(وارفع أو انصب إن قطعت مضمرا ... مبتدأ أو ناصبا لن يظهرا)
حقيقة القطع أن يعدل عن إتباع النعت لمنعوته في الإعراب، ولو إلى ما يوافقه في اللفظ، مثل أن يكون المنعوت مرفوعا فيقطع إلى الرفع بإضمار مبتدأ لائق بالخبر، أو منصوبا فيقطع إلى النصب بإضمار فعل ناصب، نحو:"أعنى" أو "أذكر" أو "أمدح" -إن كان معناه المدح- أو أذم -إن كان معناه الذم- وغالب ما يظهر أثر القطع عند المخالفة في لفظ الإعراب، ثم هذا المبتدأ، أو الفعل واجبا الإضمار، لدلالة الحال عليهما، وحصول الإطالة بذكرهما، [والله أعلم].
(وما من المنعوت والنعت عقل ... يجوز حذفه، وفي النعت يقل)
إذا علم النعت أو المنعوت جاز حذفه، إلا أن ذلك في المنعوت أكثر منه في النعت، كقوله:{أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ}[سبأ: ١١] أي: دروعا سابغات، {وَاعْمَلُوا صَالِحًا}[سبأ: ١١] أي: عملا، {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا}[التوبة: ٨٢] أي: ضحكا، وبكاء، {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ}[فاطر: ٣٢] أي: فريق ومن مجيء ذلك في النعت قوله تعالى: {يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ}[الكهف: ٧٩] أي: صالحة، و {فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ}[المائدة: ٨٩] أي: متتابعاتٍ، وقد أثبتها بعض السلف.