(والفاء قد تحذف مع ما عطفت ... والواو إذ لا لبس وهي انفردت)
(بعطف عامل مزال قد بقى ... معموله، دفعا لوهم اتقى)
تختص "الفاء" و"الواو" من بين حروف العطف بجواز حذفهما مع التابع الذي عطفتاه، إذا كان المراد ظاهراً مع حذفه، فمنه مع "الفاء": {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ}[سورة الشعراء: ٦٣] ومنه مع "الواو" قولهم:" راكب الناقة طليحان "، تقدير الأول:"فضربه" معطوف على "أوحينا" وتقدير الثاني:" راكب الناقة والناقة "وتنفرد الواو بعطفها لعامل قد حذف وبقى معموله، دليلا عليه، سواء كان المعمول مرفوعا، أومنصوبا أو مجرورا، نحو:{اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ}[البقرة: ٣٥]، و {تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ}[سورة الحشر:٩] وكقولهم:" ما كل سوداء تمرة، ولا بيضاء شحمة "، تقدير الأول:" ولتسكن زوجك "، وتقدير الثاني:" وآثروا الإيمان "، وتقدير الثالث:" ولا كل بيضاء "والحامل على تقدير العامل في ذلك: رفع وهم في الكلام، إما من جهة اللفظ لتعذر إسناد الفعل إلى الظاهر في المثال الأول، ولامتناع العطف على معمولي