الألف واللام لا يحذف إلاّ في الضرورة, كما سبق, ولا يخبر بـ"ـأل" عن "زيد" من قولك: "زيد أخوك" ولا من: "زيد ضرب أخاه" ولا من: "عسى زيد أن يقوم" لانتفاء الفعلية في الأول, وانتفاء التقدم في الثاني, وانتفاء التصرف في الثالث.
(وإن يكن ما رَعَتْ صلُة "أل" ... ضميرَ غيرها أُبِينَ وانفصل)
قد تقدم أن الضمير المرفوع بصلة الألف واللام يكون مستترا إذا عاد عليها, نحو:"الواقي البطلَ اللهُ" فأمّا إن رَفَعَتْ صلةُ "أل" ضمير غيرها وجب إبرازه منفصلا, فتقول -في الإخبار عن غير ياء المتكلم من نحو:"بَلْغْتُ من أخويك إلى قومك رسالة" -المبلغ أنا منهما إلى قومك رسالة أخوك" إذا أخبرت عن الأخوين, و"المبلغها أنا من أخويك إلى قومك رسالة" -إذا أخبرت عن رسالة- وتقّدم الضمير عن محل الاسم المخبر عنه ليتصل بالوصف, كما سبق, وإنما أبرزت الضمير في ذلك كلّه لأنك أجريت الوصف الذي هو فعل المتكلم صلة لـ"ـأل" التي هي لغير المتكلم, لأنها نفس الاسم الذي أخبرت عنه, ولذلك لو كان الإخبار عن الفاعل من الجملة المذكورة لم تحتج إلى إبراز الضمير, بل تقول: "المبلّغُ من أخويك إلى قومك رسالةً أنا".