يعجب، أي أن يسند إليه العجب على الحقيقة، لأن العجب صفة من صفات العقلاء، ولكن العجب يدعو إلى تعجب الناس، فاستعمل اسم الفاعل «عاجب» هنا مكان اسم المفعول «متعجّب منه». وهذا مجاز عقلي علاقته «المفعولية».
٤ - قال النابغة الذبياني:
فبتّ كأني ساورتني ضئيلة ... من الرّقش في أنيابها السم ناقع (١)
فالمجاز هو في قول الشاعر:«السم ناقع» وإسناد النقع إلى ضمير السم إسناد مجازي غير حقيقي. لأن السم لا يفعل النقع على الحقيقة، وإنما هو الذي يفعل به النقع، وبمعنى آخر أن السم لا يكون ناقعا وإنما يكون منقوعا
في ماء أو نحوه. ففي كلمة «ناقع» مجاز عقلي علاقته «المفعولية».
...
هـ- أمثلة للمجاز العقلي والعلاقة الفاعلية:
وذلك فيما بني للمفعول وأسند للفاعل الحقيقي، نحو: سيل مفعم بضم الميم الأولى وفتح العين، لأن السيل هو الذي يفعم أي يملأ، وأصله أفعم السيل الوادي، أي ملأه. فالفاعل الحقيقي الذي أسند إليه الإفعام هو السيل. فلو أريد الإسناد الحقيقي لقيل: سيل مفعم بكسر العين.
ولكن الذي حدث أنه جيء بالمسند مبنيا للمفعول «مفعم» بفتح العين، ثم أسند إلى غير فاعله الحقيقي وقيل «سيل مفعم» بفتح العين. فالإسناد
(١) ساورتني: واثبتني، والضئيلة: الحية الدقيقة الضعيفة، والرقش: جمع رقشاء وهي الحية فيها نقط سوداء وبيضاء، والسم الناقع: المنقوع، وإذا نقع السم كان شديد التأثير.