١ - مثال ذلك لفظة «كوكبا» في قول التهامي الشاعر راثيا ابنا صغيرا له:
يا «كوكبا» ما كان أقصر عمره ... وكذاك عمر كواكب الأسحار
ففي إجراء هذه الاستعارة يقال: شبّه الابن «بالكوكب» بجامع صغر الجسم وعلو الشأن في كل، ثم استعير اللفظ الدّال على المشبه به «الكوكب» للمشبه «الابن» على سبيل الاستعارة التصريحية، وذلك للتصريح فيها بلفظ المشبه به. والقرينة نداؤه.
وإذا تأملنا اللفظ المستعار وهو «الكوكب» رأيناه اسما جامدا غير مشتق، ومن أجل ذلك يسمى هذا النوع من الاستعارة «استعارة أصلية».
٢ - ومثاله أيضا لفظة «القيان» في قول الشاعر:
حول أعشاشها على الأشجار ... قد سمعن «القيان» وهي تغني
وفي إجراء هذه الاستعارة أيضا يقال: شبّهت الطيور المغردة على الأشجار «بالقيان» أي المغنيات بجامع حسن الصوت في كل، ثم استعير اللفظ الدّال على المشبه به «القيان» للمشبه «الطيور» على سبيل الاستعارة التصريحية، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي قوله:«حول أعشاشها على الأشجار».
وإذا تأملنا اللفظ المستعار وهو «القيان» جمع قينة رأيناه اسما جامدا غير مشتق. ولهذا يسمى هذا النوع من الاستعارة التي يكون فيها اللفظ المستعار اسما جامدا «استعارة أصلية».
٣ - ومن الاستعارة الأصلية كذلك لفظة «حديقة» في قول المتنبي:
حملت إليه من لساني «حديقة» ... سقاها الحجا سقي الرياض السحائب