(١) البيت من المنسرح ينسب للفرزدق. ويروى: (أكفكفه) و (أسر به) بدل (أرقت له). المفردات: عارضا: سحابا. أرقت له: سهرت لأجله. أكفكفه: يقال: يكفكف دمعه، يمسحه مرة بعد أخرى. أسر به: أفرح به. بين ذراعي: يعني بذراعي الأسد، الكوكبين اللذين يدلان على المطر عند طلوعهما. وذراعا الأسد وجبهة الأسد: منزلان من منازل القمر، والذراع والجبهة من أنواء الأسد. الشاهد في: (ذراعي وجبهة الأسد) حيث فصل بين المضاف (ذراعي) والمضاف إليه (الأسد) بغير الظرف، وهو جبهة، والفصل بغير الظرف لا يجوز، ولذا يقدر المضاف إليه في الأول (الأسد) فيقال: بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد. قال سيبويه: إن المذكور مضاف إلى الأول محذوف من الثاني، وإنما أخر ليكون كالعوض عن المضاف إلى الثاني؛ إذ لو قدّم فقيل: بين ذراعي الأسد وجبهته، لم يكن للثاني مضاف إليه لفظا ولا ما يقوم مقامه، فأخر الأول ليكون كالقائم مقامه. العيني ٣/ ٤٥٣. والمبرد يجعل الأول مضافا إلى محذوف، والمعطوف مضافا للموجود، كأنه قال: بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد. ويقول ابن مالك في شرح العمدة ٥٠٣: «وقوله: (يعني المبرد) أولى بالإضافة؛ إذ لا مخالفة فيه للأصول بأكثر من حذف متقدم، لدلالة متأخر، ومثله في الكلام كثير». ويرد قول سيبويه. ديوان الفرزدق ٢١٥ سيبويه والأعلم ١/ ٩٢ والمقتضب ٤/ ٢٢٩ ومعاني القرآن ٢/ ٣٢٢ والخصائص ٢/ ٤٠٧ وسر الصناعة ١/ ٢٩٧ وشرح العمدة -