(٢) "الواو" من "التعيين" (١٨٥). وعبارة "التعيين" أوضح وأتم. (٣) أهل القدر هنا هم المعتزلة، وقد أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عن شُبهتهم هذه وبيَّن أنه ثمَّةَ فرقٌ بين الله وبين خلقه، كما أنَّ هناك فرقًا بين فعله سبحانه وبين ما هو مفعول مخلوق له، فكان مما قال: "ففرقٌ بين فعله هو وبين ما هو مفعول مخلوق له، وليسَ في مخلوقه ما هو ظلم منه، وإن كان بالنسبة إلى فاعله الذي هو الإنسان هو ظلم، كما أنَّ أفعال الإنسان هي بالنسبة إليه تكون سرقةً وزِنًا، وصلاةً وصومًا، والله خالِقُها بمشيئته، وليست بالنسبة إليه كذلك؛ إذ هذه الأحكام هي للفاعِلِ الذي قام به هذا الفعل، كما أنَّ الصفات هي صفات الموصوف الذي قامت به، لا الخالق الذي خلقها وجعلها صفات، واللِّه تعالى "خَلَقَ كُلَّ صَانِع وَصَنْعَتَهُ" كما جاء ذلك في الحديث، وهو خالق كل موصوف وصفته. ثم صفات المخلوقات ليست صفات له، كالألوان والطعوم والروائح لعدم قيام ذلك به. وكذلك حركات المخلوقات، ليست حركات له، ولا أفعال له بهذا الاعتبار؛ لكونها مفعولات هو خلقها. وبهذا الفرق تزول شبهٌ كثيرةٌ" اهـ. ثُمَّ كشفَ بقيَّة شُبَهِ المعتزلة. "مجموع الفتاوى" (١٨/ ١٥١). وانظر: (١٨/ ١٥٣، ١٥٤، ١٥٥) منه.