الحرب بتلك المنزلة. كأنه مصدر مذكر كالعدل، فالعدل مذكر، وقد يقال: جاءت العدل المسلمة، فكأن الحرب صفة ولكنها أجريت مجرى العدل.
وقال الكسائي: قد صغروا القوس والحرب، والشول، والذود بغير هاء ذهب به إلى الفعل، وكذلك الغنم تصغر بالهاء وبغير الهاء، وكذلك القياس في الثلاثي الوجه الهاء وما سقطت منه الهاء ذهب به إلى الفعل، فأجرى ولم يجر. هذا مذهب الكسائي، وقال الفراء: قد قالت العرب في الناب من الإبل: نييب، فصغروها بغير الهاء، وذلك أنها سميت باسم قد كان مذكرًا قبل أن يكون اسمًا للهرمة من الإبل، وهذا مخالف للعين والأذن. ألا ترى أنك لا تعرف للأذن اسمًا نقل إليها؛ كما نقل إلى الهرمة الناب من الأسنان.
قال الفراء: ومثل ذلك قولهم في تصغير الحرب: حريب من المحاربة، ثم صيرت اسمًا للوقعة، وكانت مذكرًا سمي به مؤنث، فصغر على أصله، وكذلك القوس تصغير قويسًا. قال الشاعر:
تركتهم خير قويسٍ سهمًا
لأنها سميت بالتقوس والتعوج، فصغرت على أصلها.
قال الفراء: ولو أدخلت الهاء في الناب والحرب والقوس، وتوهمت أنهن لم يكن اسمًا غلا لما سمين به كنت مصيبًا. قال: وقد قالت العرب في القوس: