قيل له: العلة في هذا أنهم لو صغروهما بغير الهاء وهم يؤنثونهما لالتبس ذلك بلغة الذين يذكرونهما، وأنثوا الهاء فيهما ليكون ذلك فرقًا بين لغة الذين يؤنثون والذين يذكرون. هذا مذهب الفراء وأبي العباس. وقال الفراء: لو كان الذراع والكراع مؤنثًا ومحضًا لم يقل في تصغيرهما إلا كريع؛ كما لم يختلفوا في تصغير الأتان والعناق والإصبع.
ويقال في تصغير العقرب: عقيرب، فإذا ميزت الذكر من الأنثى، فقلت: رأيت عقربًا على عقربةٍ قلت في التصغير: رأيت عقيربا على عقيربةٍ.
فإذا صغرت النعوت التي تنفرد بهن الإناث صغرتهن بغير الهاء، فتقول في تصغير طالق: طويلق، وفي تصغير طامثٍ: طويمث، وفي تصغير حائضٍ: حويض. قال الفراء: إنما فعل هذا؛ لأنه لا يشاكله شيء من غيره. قال: وإذا صغرت مثله مما يكون نعتًا للمؤنث والمذكر؛ مثل بازل، وساعل، وناحز فهو أيضًا في مؤنثه بغير الهاء. مصغر الناقة البازل: بويزل، والسديس من الغنم: سديس. قال الشاعر:
بويزل أعوامٍ أذاعت بخمسةٍ ... وتعتدني إن لم يق الله ساديا