وقال الفراء: تصغر الخلق وإن كان نعتًا لمؤنث بغير هاءٍ، وكذلك الجديد وما كان من نعتٍ ليست فيه الهاء؛ مثل قولك: عربية محض، ومضرية قلب، فينبغي ألا تصغر المصدر فإن فعلت تركته على حاله بغير الهاء، فقلت: إنها لعربية محيض من العرب. وقال الفراء: إذا سميت امرأة باسم مذكر؛ كقولك: هذه لهو، وبرق، وكذلك كلل، وطرب وما أشبههن فلك في تصغيره وجهان:
إن نيت أنك سميتها بجزءٍ من اللهو قليل صغرتها بالهاء، فقلت: هذه لهية قد جاءت، وهذه بريقة، وإنما أدخلت الهاء في اللهو، وقد عرفته مذكرا، ثم سميت به مؤنثًا؛ لأنه إذا كان بعضًا من اللهو في النية، فكأنه قد كان ينبغي له أن يكون بالهاء. ألا ترى أن قليل الضرب أو النظر إنما يقلل في الواحدة، فيقال: نظرة وضربة، وإن شئت قلت: هذه لهى قد جاءت بغير الهاء؛ لأنه مذكر في الأصل، فصغرته على أصله، ولو نويت أن تسميها باللهو الذي يقع على الكثير لم يكن تصغيره إلا بطرح الهاء. ألا ترى أنه مذكر وأنك لم تنو فيه تقليلا تنوى فيه فعلةً، فكان بمنزلة امرأةٍ سميتها بزيد،