فقلت: هذه زييد قد جاءت لا غير. فإن قال لك: إذا سميت امرأة باسمٍ مذكرٍ من أسماء الرجال على ثلاثة أحرفٍ، فقلت: هذه حسن، وهذه زيد، وهذه فتح، وهذه عمرو: كيف تصغره؟
فقل: اختلف في هذا أهل العربية: فقال الفراء وأبو العباس: تصغره بغير الهاء، فنقول: هذه زييد، وهذه عمير، وهذه حسين، واحتجا بأنك نويت بزيد أن يكون في معنى فلان ثم نقلته إلى امرأةٍ وأنت تنوي اسمًا من أسماء الرجال، ولم تتوهم المصدر، فذلك الذي منع من إدخال الهاء. قال الفراء: فإن قلت: أفتجيز أن تقول زييدة على وجهٍ. قلت: نعم إذا سميتها بالمصدر، كقولك: زدته زيدا، فها هنا يستقيم دخول الهاء وخروجها في تصغيره، لأنه بمنزلة لهوٍ في القلة والنية.
وكذلك إذا سميت الرجل بمؤنث على ثلاثة أحرفٍ أو أكثر صغرته بغير هاءٍ، فإذا سميت رجلا بعين، وفخذٍ، قلت في التصغير: هذا عيين، وهذا فخيذ. هذا مذهب الفراء وأبي العباس، وقال سيبويه: إذا سميت رجلا بعين وأذنٍ فتحقيره بغير الهاء وتدع الهاء هاهنا؛ كما أدخلتها في حجر اسم امرأةٍ،