إنّ الحديث عن المُفَطِّرات الطِّبية المعاصرة وتقرير حكم شرعي فيها يتطلب أمرين مهمين:
الأول: وضوح التصور الطِّبي للمسألة؛ إذ الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
ومن هذا المنطلق فقد ترددت على المستشفيات الجامعية والتخصصية والمركزية، وقابلت الأطباء الاستشاريين والأخصائيين وحاورتهم ووثقت حواراتهم مكتوبة ومسجلة، كما حاورت كبير خبراء المجامع الفقهية في المجال الطِّبي (١)، بالإضافة إلى الإبحار في المراجع والمواقع الطِّبية المتخصصة.
الثاني: ضرورة الاستقراء التام لأقوال الفقهاء المتقدمين وأدلتهم في كل مسألة لتكييفها وتخريجها تخريجاً سليماً؛ ليُبنى الحكم والترجيح على أسس صحيحة، وتأخذ الدراسة طابعاً اجتهادياً يعين من يأتي بعدها.
ومن هذين المنطلقين بدرجة أساسية دلفت إلى مسائل البحث التفصيلية، وكان توفيق الله وتيسيره معيني في هذا كله، فلله الحمد أولاً وآخراً.
OOOOO
(١) الدكتور محمد علي البار، حيث حاورته في عيادته الخاصة بمدينة جدة وقد فتح لي قلبه وصدره وأفادني في العديد من المسائل.