إنّ تسمية النوازل الطبية المتعلقة بفساد الصوم بالمُفَطِّرات ليس حكما مسبقاً، وذلك أنّه إذا نزلت نازلة ليس لها اسم شرعي فإنها تُسمى بما يناسبها في اللغة، وحيث إنّ النوازل الطبية المتعلقة بالصيام أول ما يتبادر إلى الذهن أنها مُفسدة للصيام سميت مُفَطِّرات باعتبار أوليّة المتبادر إلى الذهن، وصارت اصطلاحاً شائعاً بين الفقهاء المتأخرين مع جريان الخلاف في كونها مُفَطِّرة أو غير مُفَطِّرة، وحتى من اعتبرها غير مُفَطِّرة عبَّر عنها وسماها بالمُفَطِّرات لشيوع الاصطلاح، وقد بحثها مجمع الفقه الإسلامي باسم المُفَطِّرات المعاصرة (١)، وكذا الباحثون الذين سبق الإشارة إلى بحوثهم في الدراسات السابقة أطلقوا عليها المُفَطِّرات، مع حكمهم على كثير منها بعدم التفطير؛ ولذا صار إطلاق اسم المُفَطِّرات على النوازل الطبية المتعلقة بالصيام اصطلاحاً علمياً وعرفياً، ولا يفهم منه إطلاق حكم مسبق.
OOOOO
[المطلب الرابع: تعريف الطب]
لغة: قال ابن فارس: «الطاء، والباء أصلان صحيحان، أحدهما: يدل على علم بالشيء، ومهارة فيه، والآخر يدل: على امتداد في الشيء واستطالة.
(١) انظر: بحوث مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مرجع سابق، العدد العاشر، ج ٢، ص ٥ - ٤٥١.