إن الراسخين في العلم يفهمون معاني الآيات المتشابهات، ويعلمون تفسيرها، ويحسنون استخراج دلالاتها والوقوف علي لطائفها.
لكن هذا شيء، وتأويلها شيء آخر، فعلمهم بمعانيها لا يلزم منه القدرة علي تأويلها، وتحديد كيفية وصورة مآلها! عند ما يقف الراسخون في العلم أمام آية تتحدث عن مسألة غيبية، يفسّرونها ويبيّنون معانيها، ويقولون: هذا هو تفسيرها وبيانها، أما تأويلها وتحديد كيفيتها النهائية، وبيان متي وكيف ستقع فعلا، فهذا خاصّ بالله.
ونورد فيما يلي مثالين عن ذلك: مثالا عن كلام القرآن عن مشاهد القيامة، ومثالا عن إخبار القرآن عن صفات الله! عرضت آيات القرآن بعض مشاهد القيامة، وأخبرت عن بعض الأحداث التي ستقع عند قيام الساعة. منها قوله تعالى: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ. وإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ. وإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ. وإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ. وإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ. وإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ. وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ. وإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ. بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ. وإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ. وإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ. وإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ. وإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ. عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ ... (١).
تخبر الآيات عن اثني عشر حدثنا يحدث عند قيام الساعة، وتقدم اثنتي عشرة لقطة من لقطات تلك الأحداث، وهذه الآيات لها فهم وتفسير، كما أن لها تأويلا وتحديدا.