للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصلاة والسلام، فنهاهم عن التطفيف والإنقاص والبخس، وأمرهم بالإتمام والتوفية. قال تعالى: وإِلي مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً، قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ، ولا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ والْمِيزانَ، إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ، وإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ. ويا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ والْمِيزانَ بِالْقِسْطِ، ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ، ولا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١).

وقد أمر الله المسلمين بالوزن بالقسط، وعدم إنقاص الميزان، كما ورد في قوله تعالى: والسَّماءَ رَفَعَها ووَضَعَ الْمِيزانَ. أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ. وأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ، ولا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ (٢).

وذمّ الله المطففين لتلاعبهم في المكيال والميزان، فقال تعالى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَي النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ. أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (٣). والمطففون هم الذين يطففون الكيل، فينقصونه ولا يتمونه.

قال الامام الراغب في معنى «طفف»: «الطّفيف: الشيء النّزر القليل، والطّفافة هي الشيء الذي لا يعتدّ به لقلته. ويقال: طفّف الكيل:

إذا قليل نصيب المكيل له في إيفائه واستيفائه» (٤).

إنّ المطفف في المكيال متلاعب به، فإذا اكتال من الناس وأخذ منهم زاد في المكيال، فأخذ أكثر من حقّه، لكنه بالمقابل إذا كال لهم وأعطاهم، فإنه ينقص المكيال، ويعطيهم أقلّ مما لهم.


(١) سور هود: ٨٤ - ٨٦.
(٢) سورة الرحمن: ٧ - ٩.
(٣) سورة المطففين: ١ - ٦.
(٤) المفردات للراغب: ٥٢١.

<<  <   >  >>