ولد مجنوناً أو طرأ عليه الجنون قبل أن يبلغ ونحو ذلك أن كلاً منهم يدلي بحجته ويقول لو عقلت أو ذكرت لآمنت فترفع لهم نار ويقال لهم ادخلوها فمن دخلها كانت له برداً وسلاماً ومن امتنع أدخلها كرهاً هذا معنى ما ورد من ذلك قال ونحن نرجو أن يدخل عبد المطلب وآل بيته في جملة من يدخلها طائعاً فينجو إلا أبا طالب فإنه أدرك البعثة ولم يؤمن وثبت في الصحيح أنه في ضحضاح من نار انتهى كلام شيخنا قلت والمراد بقوله أكمه ما قاله الجوهري قال أبو سعيد الكامه الذي يركب فرسه لا يدري أين يتوجه يقال خرج يتكمه من الأرض اهـ وهو المعبر عنه في بعض الأحاديث بالأحمق وفي بعضها بالمعتوه (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب (طب) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه
• (حياتي خير لكم) أي حياتي في هذا العالم موجبة لحفظكم من البدع والفتن والاختلاف (ومماتي خير لكم) فإن لكل نبي في السماء مستقراً إذا قبض والمصطفى متشمر هناك يسأل لامته ما فيه نفعهم وصلاحهم وخير ليس على بابه فلا يقال أين المفضل عليه (الحارث عن أنس) رضي الله عنه بإسناد ضعيف
• (حياتي خير لكم تحدثون) بضم المثناة الفوقية بخط المؤلف (ويحدث) بضم المثناة التحتية وفتح الدال بخطه (لكم) أي تحدثوني بما أشكل عليكم وأحدثكم بما يزيل الإشكال ويرفعكم إلى درجة الكمال واحتمال أن المعنى تحدثون طاعة ويحدث لكم غفراناً يدفعه إن ذلك ليس خاصاً بحياته (فإذا أنا مت كانت وفاتي خيراً لكم تعرض عليّ أعمالكم فإن رأيت خيراً حمدت الله وإن رأيت شراً استغفرت لكم) وذلك كل يوم كما ذكره المؤلف وعده من خصوصياته وتعرض عليه أيضاً مع الأنبياء والآباء يوم الإثنين والخميس (ابن سعد) في طبقاته (عن بكر بن عبد الله المزني مرسلاً ورجاله ثقات
• (الحائض والنفسا إذا أتتا على الوقت) أي الذي يصح فيه الإحرام ينسك (تغتسلان) أي غسل الإحرام بنيته في حال حيضهما أو نفاسهما مع أن الغسل لا يبيح لهما شيئاً حرمه الحيض أو النفاس عليهما فإذا أمرت الحائض والنفسا بذلك فالطاهر أولى باستحباب الغسل منهما وقد تستحب العبادة لمن لا تصح منه تلك العبادة للتشبه بالمتعبدين رجاء مشاركتهم في نيل المثوبة (وتحرمان) بضم المثناة الفوقية (وتقضيان) أي تؤديان (المناسك) أعمال الحج والمرة (كلها) حال الحيض (غير الطواف) أي إلا الطواف (بالبيت) وإلا ركعتي الطواف والإحرام فذلك لا يصح مع الدم (حم د) عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد حسن
• (الحاج الشعث) مصدر الأشعث وهو المغبر الرأس (التفل) بمثناة فوقية وكسر الفاء أي الذي ترك استعمال الطيب من التفل وهو الريح الكريهة وقال في المصباح تفلت المرأة تفلاً فهي تفلة من باب تعب إذا أنتن ريحها الترك الطيب والأدهان والجمع تفلات وكثر فيها متفالة مبالغة وتفلت إذا تطيبت من الأضداد يعني من هذه صفته فهو الحاج حقيقة الحج المقبول (ت) عن ابن عمر بن الخطاب ورجاله رجال الصحيح