• (والله) قال المناوي أقسم تقوية للحكم وتأكيدًا له (ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه) قال العلقمي وأشار يحيى بالسبابة وفي رواية وأشار إسمعيل بالإبهام قال الدميري قال النووي هكذا في نسج بلادنا بالإبهام وهو الأصبع العظمى لمعروفة وكذا روى القاضي عن جميع الرواة إلا السمرقندي فرواه الإبهام قال وهو تصحيف قال القاضي ورواية السبابة أظهر من رواية الإبهام وأشبه بالتمثيل لأن العادة الإشارة بها لا بالإبهام ويحتمل أنه أشار بهذه مرة وبهذه مرة (في اليم) هو البحر قال تعالى فإذا خفت عليه فألقيه في اليم (فلينظر) قال المناوي نظر اعتبار وتأمل (لم ترجع) قال العلقمي ضبطوا ترجع بالمثناة فوق والمثناة تحت والأول أشهر فمن رواه بالتحتية أعاد الضمير إلى أحدكم ومن رواه بالفوقية أعاده إلى الإصبع وهو الأظهر ومعناه لا يعلق بها شيء كثير من الماء ومعنى الحديث ما الدنيا في قصر مدتها وفناء لذاتها بالنسبة إلى الآخرة في دوام لذتها ونعيمها إلا كنسبة الماء الذي يعلق بالإصبع إلى باقي البحر (حم م هـ) عن المستورد
• (والله لأن) بفتح اللام التي هي جواب القسم وفتح همزتان المصدرية (يهدي) بالبناء للمفعول قال العلقمي ولفظ البخاري فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا (بهداك) أي لأن ينتفع بك (رجل واحد) بشيء من أمر الدين مما يسمعه منك أو يراك عملته فيقتدي بك فيه ويعمل به (خير لك من حمر) بسكون الميم جمع أحمر (النعم) بفتح النون والعين أي الإبل قال ابن الإنباري حمر النعم كرامها وأعلاها منزلة والإبل الحمر هي أحسن أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء وإنه ليس عندهم شيء أعظم منه وتشبيه أمور الآخرة بأعراض الدنيا إنما هو تقريب للفظ وإلا فذرة من الآخرة لا تعادلها الدنيا وجميع ما فيها ولو كان مع الدنيا أمثال أمثالها قال العلقمي هذا قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعلى بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه يوم وقعة خيبر (د) من سهل بن سعد الساعدي
• (والله إني لأستغفر الله) قال العلقمي فيه القسم على شيء تأكيدًا له وإن لم يكن عند السامع فيه شك (وأتوب إليه) قال العلقمي وقد استشكل وقوع الاستغفار من النبي صلى الله عليه وسلم وهو معصوم والاستغفار يستدعى وقوع معصية وأجيب بعدة أجوبة منها قل ابن الجوزي هفوات الطبع البشري لا يسلم منها أحد والأنباء وإن عصموا من الكبائر لم يعصموا من الصغائر كذا قال وهو مفرع على خلاف المختار والراجح عصمتهم من الصغائر أيضًا ومنها قول ابن بطال الأنبياء أشدّ الناس اجتهاد في العبادة لما أعطاهم الله تعالى من المعرفة فهم دائمون في شكره معترفون له بالتقصير في أداء الحق الذي يجب لله تعالى ويحتمل أن يكون اشتغاله بالأمور المباحة من أكل أو شرب أوجماع أو نوم