ففرس للرحمن وفرس للشيطان وفرس للإنسان فأما فرس الرحمن فالذي يربط في سبيل الله سبحانه وتعالى) أي لجهاد الكفار عليه (فعلقه وروثه وبوله في ميزانه) يوم القيامة في كفة الحسنات (وأما فرس الشيطان فالذي يقامر أو يراهن) بالبناء للمجهول فيهما (عليه) على رسوم الجاهلية (وأما فرس الإنسان فالفرس) التي يرتبطه الإنسان يلتمس بطنها) أي يطلب نتاجها (فهي) لهذا الثالث (ستر من فقر) أي تحول بينه وبين الفقر بارتفاقه بثمن نتاجها (حم) عن ابن مسعود ورجاله ثقات
• (لخيل ثلاثة) هي (لرجل أجر) أي ثواب (ولرجل ستر وعلى رجل وزر) أي إثم ووجه الحصر في الثلاثة أن الذي يقتني خيالً إنما يقتنيها لركوب أو تجارة وكل منهما أما إن تقترن به طاعة فهو طاعة وهو الأول أو معصية وهو الأخير أولا ولا وهو الثاني (فأما الذي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله تعالى فأطال لها) أي للخيل حبلها (في مرج أو روضة) شك من الراوي والمرج بسكون الراء موضع الكلا وأكثر ما يطلق في الموضع المطمئن والروضة أكثر ما تطلق في الموضع المرتفع (فما أصابت في طيلها) بكسر الطاء وفتح المثناة التحتية بعدها لام هو الحبل الذي تربط فيه ويطول لترعى (من المرج أو الروضة كانت) تلك المراعي التي أصابتها (له حسنات ولو أنها قطعت طيلها فاستنت) بشدة النون أي غدت ومرجت (شرفاً أو شرفين) أي شوطاً أو شوطين قال في النهاية استن الفرس أي غد المرجه ونشاطه شوطاً أو شوطين ولا راكب عليه وقال الجوهري هو أن يرفع يديه ويطرحهما معاً كانت آثارها بهمزة ممدودة ومثلثة أي في الأرض بحوافرها (وأرواثها) أي وأبوالها (حسنات له) يريد ثواب ذلك لا أن الأرواث بعينها توزن وفيه أن المرء يؤجر بنيته كالعامل (ولو أنها مرت بنهر فشربت) منه (ولم يرد أن يسقيها) أي والحال أنه لم يقصد سقيها (كان ذلك) أي ما شربته يعني منقداره (له حسنات) وإذا حصل له في هذه الحالة فعند قصد سقيها أولى (ورجل ربطها تغنياً) بفتح المثناة الفوقية والمعجمة ثم نون ثقيلة مكسورة ثم تحتانية أي استغناء عن الناس (وستراً من) الفقر (وتعنفاً) عن سؤال الناس والمعنى أنه يطلب بنتاجها أو بما حصل من أجرتها الغنى عن الناس والتعفف عن مسألتهم (ثم لم ينس حق الله في رقابها) بالإحسان إليها ولاقيام بعلفها والشفقة عليها في الركوب (ولا) في (ظهورها) بأن يحمل عليها الغازي المنقطع ويعير الفحل للطروق وغير ذلك وقيل المراد بالحق الزكاة وهو قول حماد وأبي حنيفة وخالفه صاحباه وفقهاء الأمصار (فهي له ستر) من المسكنة (ورجل ربطها فخراً) أي تعاظما (ورياء) أي إظهاراً للطاعة والباطن خلاف ذلك (ونواء) بكسر النون والمد أي معاداة (لأهل الإسلام فهي له وزر) أي إثم (مالك (حم ق ت ن هـ) عن أبي هريرة
• (الخيل في نواصي شقرها الخير) أي اليمن والبركة قال المناوي والشقرة من الألوان وهي تختلف باختلاف بالنسبة للإنسان والخيل والإبل (خط) عن ابن عباس بإسناد ضعيف