للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذا البيت ذكره في ضرورة الشعر والاشبه أن يكون المراد به زيادة الباء في الصياريف لان الواحد صيرف والباب صيارف كما انك اذا جمعت جيدرًا وهو القصير قلت جيادر ومن روى الدراهم فانه يحتمل وجهين احدهما ان يكون من باب سواعيد وهو اقوى منه لان فعلالا كثير ويجوز أن يكون على قول من قال درهام فان كان درهام نطقوا به في غير الضرورة فليس في قول الفرزدق الدراهيم شيء يحمل على الاضطرار لان الباب على ذلك كما تقول عرزال وعرازيل (١) وقنطار وقناطير وان كانوا لم يقولوا درهام الا في الضرورة كما قال الراجز:

لو ان عندي مائتي درهام ... لابتعت دارًا في بني حرام

وعشت عيش الملك الهمام ... وسرت في الأرض بلا خاتام (٢)


= بسرعة السير في وقت الهاجرة التي يتعذر فيها السير وان بديها لشدة وقعهما في الحصى تثيرانه وتنفيانه عن مكانه فيقرع بعضه بعضًا ويسمع له صوت كصوت الدراهم والدنانير اذا نفي الصيرف رديئها من جيدها وقال ابن بري شبه خروج الحصى من تحت مناسمها بارتفاع الدراهم عن الاصابع اذا نقدت وقد سبق امرؤ القيس إلى هذا المعنى حيث يقول:
كأن صليل المروحين تشده ... صليل زيوف ينتقدون بعبقرا
وبيت الفرزدق هذا يستشهد به النحاة على اضافة المصدر إلى المفعول ثم رفعه الفاعل فكلمة نفي مفعول مطلق أي نفيا كنفي وتنقاد فاعل نفي.
(١) العرزال عرية الاسد وبيت يتخذه الملك إذا قاتل وسقيفة الناطور.
(٢) روى الجوهري البيتين الأولين لو أن عندي مائتي درهام لجاز في افاقها خاتامي وتبعه صاحب اللسان والصواب ما رواه أبو العلاء وهو ما رواه صاحب التكملة والخاتام ذكره الجوهري واللسان واستشهد عليه الفراء بشعر لبعض بني عقيل وقال سيبويه الذين قالوا خواتيم إنما جعلوه تكسير فاعال وإن لم =