للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القول (١) في اللفظ المنقول من كتاب المراغي (٢)

إذا أشكلت الألفاظ في الكتب والغرض معلوم فما ينبغي للناظر أن يحفل بذلك وليقصد أخذ المعنى والفاء ما يظهر من اللفظ الفاسد وأن كان الغرض غير مفهوم فعند ذلك يجب التوقف والذي قصده المراغي بين واضح والكلام الذي نقل قد سقط منه شيء يحتمل أن يكون عبارةً من عبارات مختلفة ولا يفتقر إلى تمثيله لأن الباب في هذا أن الياء إذا كانت في الواحد مخففة فهي في الجمعغ كذلك وإذا كانت مشدّدة في الآحاد رجع التشديد في الجموع مثال ذلك أنك تقول أضحية وأمنية وتقول في الجمع أمانيّ وأضاحيّ وقد يجوز في مثل ذلك التخفيف وأن كانوا لم يخففوا الواحد لأنهم قد قالوا الأماني بالتخفيف والتشديد هو اللغة العالية قال الشاعر في التخفيف:

فيازيد علّلنا بمن يسكن الغضا وإن لم يكن يا زيد ألا أمانيا

وقال جرير:

ترا غيتم يوم الزبير كأنكم ضباع بذي قار تمنىّ الأمانيا (٣)


(١) المسألة الثالثة عشرة
(٢) هو أبو بكر محمد بن علي من أهل المراغة كان عالمًا دينًا على الزجاج وله كتاب مختصر في النحو كتاب شرح شواهد سيبويه وتفسيرهما وقد ذكره صاحب الفهرست والسيوطي في بغية الوعاة ولم نقف على كتاب المراغي لنعلم موطن الإشكال وإنما يفهم من الجواب أن الكلام في جمع ما آخره ياء وبيان الموضع الذي يجوز فيه تشديد الياء وتخفيفها والموضع الذي لا يجوز فيه ألا التخفيف
(٣) وبعد هذا البيت:
وآب ابن ذيال باسلاب جاركم ... فسميتم بعد الزبير الزوانيا