كان معاصرًا لأبي العلاء وله تاريخ نقل عنه ياقوت وابن العديم وابن الوردي كثيراً من الحوادث وله ولد يقال له أبو الحسن علي بن همام وهذا كان تلميذاً لأبي العلاء وقد رثاه بأبيات منها قوله:
إن كنت لم ترق الدماء زهادة ... فلقد أرقت اليوم من عيني دمًا
فأما أن يكون أبو القاسم صاحب المسائل هو هذا التلميذ وقد وقع في كنيته تحريف ونسب إلى جده. وإما أن يكون لهمام ولدان أحدهما علي والثاني محمد ولمحمد يقال له أبو القاسم علي وهذا أقرب إلى القبول مع جواز أن يكون أبو القاسم غير من ذكرنا.
متى ألف هذه الرسالة وأين ألفت:
لم أعثر على نص تاريخي يعين الزمان أو المكان الذي ألفت فيه هذه الرسالة وقد قال الأستاذ الميمني: يظهر من فحواها أنها ألفت نحو سنة ٤٣٥ تقريبًا وهو احتمال قريب ويرى الأستاذ كراجكوفسكى أنها ألفت في الزمن ألفت فيه رسالة الغفران يعني قبل ذلك ببضع سنوات.
وقد ذكر أبو العلاء في المقدمة ما يدل على أنه ألفها حين صدق فجر اللمة وبلغ سن الأشياخ وانقطع عن المعاشر وأصبح الظعن إلى الآخرة قريبًا ولم يعين الزمن وهذه الرسالة إن كانت سابقة على رسالة الغفران فهي نواة لها وإن كانت متأخرة عنها فهي صورة مصغرة عنها.
وعلى كلا التقديرين لا يجد الباحث في رسالة الغفران من المسائل العلمية والصرفية معشار ما يجده في هذه الرسالة.