فيها كثيراً من الألفاظ التي أهمل نقطها وكثيراً من المواطن التي يشتبه فيها حرف بحرف وأكثر ما يكون ذلك بين الكاف واللام لأن كاتبها يهمل الخط الذي يفرق بينهما، ويجعل الضمة علامة السكون ويضع فوق حرف اللين الساكن ضمة علامة على سكونه ونحو ذلك مما يورث الإبهام والشبهة. وقد تألب عليَّ في هذا العمل ضيق الوقت الذي حدد لإنجازه وفقدان مرجع الجأ إليه للمقابلة والتصحيح وانفرادي بالعمل وكثرة أعمالي الخاصة. فاضطررت إلى الإيجاز في بعض المواطن وإلى إهمال القول في بعض آخر وإلى إغفال تراجم بعض الرجال وربما تكرر القول في غير موضع ولم تسلم الرسالة من الهفوات التي تقتضيها العجلة ويوجبها كل واحد مما ذكرنا. وقد بينا بعض ذلك في آخر الرسالة وسنضيف إليه ما فاتنا في كلمة ننشرها في مجلة المجمع.
وبعد كل ما تقدم فإن الأدب العربي مدين للمجمع العلمي في دمشق لطبعه هذا الأثر الجليل وإخراجه للناس في اليوم الذي يحتفلون فيه بأبي العلاء لمرور ألف سنة على ميلاده.
وإني لأرجو ممن وقف على خطأ أو سهو في هذه الرسالة أن ينبهني عليه فأكون له من الشاكرين.