للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مع الهمزة كما يكسرون مع التاء والنون (١) وقد قرأت بذلك القراء يحيى ابن وثاب وغيره ويروى أنه قرأ فأمتعه قليلاً ثم اضطره بكسر الهمزة من اضطره (٢) وكذلك يفعل في غيرها من حروف المضارعة فقرأ يوم


(١) قال الرضي وأعلم أن جميع العرب إلا أهل الحجاز يجوزون كسر حرف المضارعة سوى الياء في الثلاثي المبني للفاعل إذا كان الماضي على فعل نكسر العين فيقولون أنا إعلم ونحن نعلم وأنت تعلم وكذا في المثال والأجوف والناقص والمضاعف نحو إيجل وإخال وإشقى وإعض. والكسرة في همزة إخال وحده أكثر وأفصح من الفتح. وإنما كسرت حروف المضارعة تنبيها على كسر عين الماضي ولم يكسر الفاء لهذا المعنى لأن أصله في المضارع السكون. ولم يكسر العين لئلا يلتبس يفعل لمفتوح بيفعل المكسور فلم يبق إلا كسر حروف المضارعة ولم يكسروا الياء استثقالاً إلا إذا كان الفاء واوا نحو بيجل لاستثقالهم الواو التي بعد الياء المفتوحة وكرهوا قلب الواو ياء من غير كسرة ما قبلها فاجازوا الكسر مع الواو في الياء أيضًا لتخف الكلمة بانقلاب الواو باء فأما إذا لم يكسروا الياء فبعض العرب يقلب الواو ياء نحو ييجل وبعضهم يقلبه الفا لأنه إذا كان القلب بلا علة ظاهرة فالى الالف التي هي الأخف أولى فكسر الياء لينقلب الواو ياء لغة جميع العرب إلا الحجازيين وقلبها ياء بلا كسر الياء وقلبها الفالغة بعضهم في كل مثال واوي وهي قليلة ثم ذكر كسر حرف المضارعة في أبى وحب ثم قال وكسروا غير الياء من حروف المضارعة فيما أوله همزة وصل مكسورة نحو أنت تستغفر وتحر نجم تبينها على كون الماضي مكسور الأول وهو همزة ثم شبهوا ما في أوله تاء زائدة من ذوات الزوائد نحو تكلم وتغاقل وتدحرج بباب انفعل لكون ذي التاء مطاوعًا في الأغلب كما أن انفعل كذلك فتفعل وتفاعل وتفعلل مطاوع فعَّل وفاعل وفعلل فكسروا غير الياء من حروف مضارعاتها فكل ما أول ماضيه همزة وصل مكسورة او تاء زائدة يجوز فيه ذلك وتتمة هذا في الرضي ج ١ ص ١٤٦ وسيبويه ج ٢ ص ٢٥٦
(٢) نقل ذلك عنه الزمخشري في الكشاف ويحيى بن وثاب أسدي كوفي تابعي ثقة كبير من العباد الأعلام روى عن ابن عمر وابن عباس وكان من أحسن الناس قراءة توفي سنة ١٠٢