تعاقبت سنون كثيرة ولا يعلم الناس من رسالة الملائكة إلا اسمها وأنها رسالة تشتمل على أجوبة صرفية سُئل عنها أبو العلاء على نحو ما ذكره ياقوت في معجم الأدباء وابن العديم وغيرهما.
ثم عثر على قطعة منها في كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي، فتوهموا أنها هي الرسالة بعينها. ثم عثر فريق من العلماء المشارقة والمغاربة على نسخ منفردة لا تزيد عنا في الأشباه والنظائر فأطلقوا عليها رسالة الملائكة، ثم طبعت غير مرة، وعني جماعة بضبطها وتحريرها على اعتقاد أنها رسالة الملائكة بتمامها.
[أول ما عرفه الغربيون من هذه الرسالة]
ظل علماء الغرب حينًا من الدهر لا يعلمون من أمر هذه الرسالة شيئًا حتى دخلت نسخة خطية من مقدمتها مكتبة ليدن. ثم دخلت بعض بلاد الغرب نسخ من الأشباه والنظائر تحمل في مطاويها هذه المقدمة.
ولما ترجم كتاب كشف الظنون إلى بعض اللغات الأوروبية حمل إلى الغرب تعريفًا مجملًا بهذه الرسالة على نحو ما حمله كتاب معجم الأدباء بعد أن طبع ودخل الغرب.
وقد ذكرها جماعة من المستشرقين فيما كتبوه أو طبعوه من الآثار