للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أبي الخطاب أنهم يقولون للصبيّ هبيُّ فهو فعلٌّ (١) وإلى مثل ذلك كنت تخرج مرّخم هبيّخ لأن فعيّا بناءٌ مستنكرٌ ولأجل استنكار البناء كره النحويون أن يخففوا ما نسب إلى مهيّم وهو اسم الفاعل من هيمت (٢) وهذا بابٌ يتسع ولو طولب النحويون بالثبات على البناء المعروف لضاق عليهم كثير من الأشياء لأنهم قد أخرجوا ميتًا إلى بناءٍ مستنكر وإذا قالوا فى النسب ميتيٌّ فخففوا فهو أيضًا بناءٌ مستنكر ومن قال إن سيدًا وميتًا فيعلٌ ثم قال ميت وسيد فإنه لا يخلو من أحد أمرين إما أن يكون الذي حذف هو الواو الأصلية فيكون البناء قد صار على مثال


(١) قال ابن سيده الهبي الصبي الصغير والأنثى هبية حكاهما سيبويه وقال وزنهما فعلٌّ وفعّلَّة وليس أصل فعل فيه فعلل وإنما بني من أول وهلة على السكون ولو كان الأصل فعللا لقلت هبيا فى المذكر وهبياة فى المؤنث فإذا جمعت هبيّا قلت هبائي لأنه بمنزلة غير المحتل نحو معد.
(٢) قال فى المفصل ج ٥ ص ١٤٧ وتحذف الياء من كل مثال قبل آخره ياءان مدغمة احدهما فى الأخرى نحو قولك فى أسيد وحمير وسيد وميت اسيدي وحميري وسيدي وميثي ثم قال وأما مهيم تصغير مهوم فلا يقال فيه الامهييمي على التعويض والقياس فى مهيم من هيمه مهيمي بالحذف. وقال في الشافية وتحذف الياء الثانية فى نحو سيد وميت ومهيم من هيم .. فإن كان نحو مهيم تصغير مهوم قيل مهييمي بالتعويض والمبرد لا يحذف شيئًا سواء أكان مهيم من هيمه أو كان مصغر مهوم وإيضاح هذا المقام فى شرح المفصل ٥ - ١٤٧ وسيبويه ٢ - ٨٦ والرضي على الشافية ٢ - ٣٣ والجابردي -١٠٨ وشيخ الإسلام -٧١ ومما ذكرنا يتضح أن قول أبي العلاء كره النحويون أن يخففوا .. يوافق قول المبرد.