للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك قالوا أثفيه بالتشديد وقالوا في الجمع أثافي فكان تشديد الياء هو الوجه كما قال زهير: أثافي سفعا (١)

وقد يجيء مخففة قال الراعي (٢): نصبت لها بعد الهدو الأثافيا

وقال قوم أن العرب تلزم تخفيف الأثافي في الجمع والقول في هذا أن الواحد إذا كان مشددًا فالوجه تشديد الجمع ويجوز تخفيفه وهو إذا شدد تام وإذا خفف ناقص وإذا كان الواحد مخففًا فالتخفيف في الجمع


= وابن ذيال عمرو بن جرموز قاتل الزبير وسالفه سيفه وفرسه وخاتمه وأصل الرغاء صوت الابل رغا البعير صوت فضيح ويقال للضباع والنعام وتراغوا رغا واحد هاهنا وواحد ها هنا. وتصايحوا وتداعوا وذو قار موضع والزبير بن العوام الصحابي الجليل أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وهو أول من سل سيفًا في سبيل الله وشهد كثيراً من الوقائع والفتوح ترك القتال يوم الجمل فانصرف فلحقه جماعة فقتلوه بوادي السباع بناحية البصرة سنة ٣٦. ويدعي جرير أن الزبير كان جارًا للنعر ابن زمام المجاشعي ولم يكن اجاره فهو يهجو الفرزدق وقومه وبعيره ذلك ويقول انكم يوم قتل الزبير واخفر ذمتكم عمرو بن جرموز لم يكن منكم الارغاء كأنكم ضباع تمني الأماني
(١) هذا البيت من معلقة زهير وتمامه:
أثافي سفعًا في معرس مرجل ... ونؤيا كجذم الحوض لم يتثلم
الأثافي الحجارة التي توضع عليها القدر الواحدة اثفية سفع سود والمعرس هنا الموضع الذي يكون فيه المرجل وهو القدر من حجارة أو حديد أو غيرهما والنؤي حاجز يجعل حول الخباء وجذم الحوض بقيته ولم يتلثم أي ذهب أعلاه ولم يتكسر باقية قال التبريزي في شرح القصائد العشر ويروي أثافي سفعًا بتخفيف أثاف والتخفيف أكثر وإن كان الأصل الثقيل لكثرة استعمالهم اياها ولكن في اللسان أن شئت خففت. وفي موضع آخر وقد تخفف الياء
(٢) الراعي عبيد بن حصين النميري من مضر شاعر فحل هجاه جرير هجاءً مراً وهو من أصحاب الملحمات توفي سنة ٩٠