للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا أم طلحة ان البين قد أفدا

فكان يكون معناه جماعة عجلة وهو على انه جمع لا يمتنع من مثل هذه الدعوى وكونه من افد أقيس من كونه من الوفود لأنه اذا كان من افد نقص رتبة في التغيير لأن الهمزة فيه غير منقلبة (١).

القول في المسألتين اللتين ذكرهما النحويون (٢) من قولهم أزيدًا لم يضربه إلا هو وأزيد لم يضرب إلا إياه (٣) جعل


= يقذفوا بنات مخزون بالعظائم واخبر عمر بذلك فقال لهم والله لا اذكرها في شعر أبداً ثم قال بعد ذلك فيها وكنى عن اسمها.
يا أم طلحة ان البين قد أفدا ... قل الثواء لئن كان الرحيل غدا
أمسى العراقي لا يدري اذا برزت ... من ذا تطوّف بالاركان أو سجدا
(١) يريد ان الهمزة في أفد أصلية غير منقلبة وفي أفود غير اصلية لأنها منقلبة عن واو فاذا جعلنا من أفئيدة من أفد ففيها تغيير وهو زيادة ما بعد الفاء واذا جعلناها من وفود ففيها زيادة على ذلك قلب الواو الاولى همزة ويظهر للمتأمل ان في كلا الوجهين تكلفاً بعيدًا وأقرب الوجود في أفيئدة أن تكون افئدة جمعًا لفؤاد وهو جمع قياسي فقد ذكر سيبويه ج ٢ ص ١٩٢ ان فعالا اذا كسرته على أدنى العدد كسرته على افعله كحمار وأحمره وخمار وأخمره. وفعالا في بناء أدنى العدد بمنزلة فعال لأنه ليس بينهما شيء الا الضم والكسر وذلك نحو غراب وأغربة وبغاث وأبغثة .. وفؤاد وأفئدة. ثم اشعبت كسرة الهمزة فتولدت منها الياء على أننا قدمنا انها لغة مستعملة معروفة فتأمل.
(٢) هذه المسألة التاسعة.
(٣) إذا قلت زيدًا ضرب وجعلت الضمير في ضرب عائدًا على زيد لا يجوز ذلك وكذلك ضرّبه زيد على ان زيدًا مفسر للضمير لأن القياس ان لا يكون التخالف المعنوي بين المفسر والمفسر هو الغالب المشهور =