ورسوله وثبت عنهما نقوله، وما لم يقولاه لم نقله، وما أوجباه نعمل به، وما سكتا عنه نتركه، وما فصل فيه الكتاب والسنة نفصل، وما أجمل فيه نجمل، وما سكتا عنه نسكت، ولا نتكلف ما لا نعلم.
ونحن دائمًا نبين في المناسبات أن هنالك مسائل مثلًا كآيات الصفات زلت فيها عقول النَّاس، وضل قوم بالإفراط وقوم بالتفريط، وقوم شبهوا، وقوم عطّلوا، ونحن دائمًا ندعوا أنفسنا وإخواننا إلى طريق القرآن والعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وهي التمسك بكتاب الله، وأن استقراء القرآن دل على أن الطَّريق الواضح طريق السلامة في ذلك تتركّز على ثلاثة أُسس كلها في ضوء القرآن العظيم، فمن جاء بها كلها فقد سلك طريق السلف التي كان عليها النَّبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - وأصحابه وخلفاؤه الراشدون والقرون المشهود لهم بالخير، ومن أخل بواحد منها فقد أوقع نفسه في مهواة قد لا يتخلص منها. هذه الأسس الثلاثة ( ... )(١).
* * *
(١) في هذا الموضع انقطع التسجيل، وتجد الكلام على هذا الموضوع في المحاضرتين (٢، ٤)، إضافة إلى مواضع متعددة من (العذب النمير).