للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الشورى / ٢١] {قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (٥٩)} [يونس / ٥٩] {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر / ٧] {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء / ٨٠].

الثَّاني: أن يكون الإنسان فيما بينه وبين ربه في داخل نيته التي لا يطلع عليها إلَّا الله أن يكون مخلصا لله في ذلك العمل كما قال الله جل وعلا: {وَمَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة / ٥] وقال: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (١١)} {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ} [الزمر / ١١، ١٥]. فمن عبد بغير إخلاص جاء بما لم يؤمر به؛ لأنَّ الله يقول: {وَمَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}.

الثالث: أن يكون ذلك العمل مبنيًّا علي أساس العقيدة والتوحيد الصحيح؛ لأنَّ العقيدة كالأساس والعمل كالسقف، فالسقف إذا وجد أساسًا ثبت عليه، وإن لم يجد أساسًا انهار، والله يقول: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [النساء / ١٢٤] فيقيد بالإيمان، ثم إنَّه يبين الذين يعملون الصالحات من غير إيمان ويقول: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (٢٣)} [الفرقان / ٢٣] ويقول: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيهِمْ أَعْمَالهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (١٥) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٦)} [هود / ١٥ - ١٦] والعقيدة الصحيحة التي هي الأساس الذي يبنى عليه العمل ضابطها المنطبق علي جزئياتها هو الاستضاءة بنور هذا القرآن العظيم، لأنَّ العقول مخلوقة قاصرة واقفة عند حدها، والمُعتصَم الوحيد هو نور القرآن العظيم، فما قاله الله

<<  <   >  >>